الكاتب: admin
“كأَن لم يكن”؟ – محمد علي فرحات – الحياة – 12/9/2001
> وحده فؤاد كنعان يكتب في مطلع رواية حديثة هذا البيت لعمرو بن الحارث الجرهمي:
كأَنْ لم يكنْ بين الحجون الى الصفا
أنيسٌ ولم يسمَرْ بمكة سامرُ
ويضع لروايته العنوان “كأَنْ لم يكنْ” كما يضمّنها في سياق لغته الحداثية ابياتاً لأبي العلاء المعرّي… وابياتاً من الشعر بالمحكية.
فؤاد كنعان الذي توفي اول من امس واحد من رواد الرواية في لبنان، يحمل في شخصيته وكتابته روح التجديد اللغوي الذي راده اللبنانيون منذ اواسط القرن التاسع عشر، حين تخفف نثرهم من السجع والمفردات الميتة والجمل الطويلة الى حيوية في الصياغة توازي ايقاع العصر والى جمل قصيرة تحيل النثر الى حركة دائمة وتضمنه قدراً كبيراً من الضوء والشفافية.
متابعة قراءة “كأَن لم يكن”؟ – محمد علي فرحات – الحياة – 12/9/2001
فؤاد كنعان : “كأن لم يكن” – الوسط – 9/11/1992
< كتاب فؤاد كنعان الجديد “كأن لم يكن” صدر حديثاً في بيروت عن دار الجديد، وهو العمل القصصي الرابع له بعد “قرف” 1947 ثم 1987، “أولاً وآخراً وبين بين” 1974 ثم 1987، “على أنهار بابل” 1987. وبعد ترجمتين انجزهما كنعان لبلزاك “اوجيني غرانده” 1960 ولميشال شيحا “لبنان في شخصيته وحضوره” 1962.
“الوسط” نشرت مقابلة في عدد سابق مع فؤاد كنعان روى فيها سيرته، وهو أحد رواد القصة والرواية في لبنان، يكتب في “كأن لم يكن” سيرة عمر ووطن ويتحدث عن بطله من لسان الابن والبيت والقرش، كما يكتب سيراً مكثفة عن مآسي افراد وعائلات في حرب لبنان.
وفضلاً عن شهادته على عصر وبشر، يقدم “كأن لم يكن” اسلوباً في الكتابة العربية مشرقاً عرف به فؤاد كنعان ويحاول تكييف الجمالية الانشائية مع مقتضيات السرد الروائي.
ومن الكتاب مطلعه: “فجراً، مع العصافير، يستيقظ أبي. وعلى حوار العصافير يحلق ذقنه، ويغتسل، ويعد القهوة، ليعود بها الى مكتبه، ويجلس اليها، وتجلس اليه، ويمضيان معاً في بثّ حميم، يتحول سطوراً على الورق، في ما يعني الحياة وأشياء الحياة، مرئية عبر مرايا، تتضاعف فيها الصور، وتتجلّى، وتنكسر”.
جمالية اللعنة وأناقة الألم – عبده وازن – الحياة – 12/9/2001
المقدمة اليتيمة التي وضعها “شيخ الأدباء” مارون عبّود لكتاب فؤاد كنعان “قرف” عام 1947 تدل على الأثر الذي كانت تنمّ به أقاصيص ذلك الكاتب الشاب الذي كان له من العمر حينذاك ستة وعشرون عاماً. بدت تلك الأقاصيص الشابة جديدة في نظر الأديب الكبير الذي كان بمثابة المرجع في المحك النقدي، لبنانياً وعربياً. وجدّة هذه الاقاصيص التي جذبت مارون عبّود ستتجلى لاحقاً في حركة التخطي أو التجاوز التي سيحققها كنعان بجرأة ووضوح كليين في كتابه القصصي الثاني “أولاً وآخراً وبين بين” الصادر عشية الحرب اللبنانية عام 1974. وإن بدت المسافة بين الكتابين غير قصيرة بل ربما طويلة في حياة الكاتب الدؤوب، فإن الاقلال في الكتابة لن يعني إلا الاغراق في الابداع القصصي الصرف. وعرف كنعان أصلاً في كونه كاتباً مقلاً، ومتأنياً على طريقة “المتحذلقين” الفرنسيين على أن ما كان يطلّ به حيناً تلو حين كان دوماً أشبه بالحدث المنتظر. وهكذا ظل هذا الكاتب النادر الخامة واللغة، حتى أيامه الأخيرة، متأنياً وشغوفاً بل نزقاً. وكان صدور أي عمل حدثاً أدبياً لا بد من الترحاب به والاحتفال. متابعة قراءة جمالية اللعنة وأناقة الألم – عبده وازن – الحياة – 12/9/2001
الحكمة ودّعت فؤاد كنعان – مأتم كنعان في الحكمة – الديار – 13-9-2001
ودّعت مدرسة الحكمة ابنها الاديب فؤاد كنعان في مأتم مهيب في كنيسة مار يوسف – الحكمة حيث احتفل بالصلاة لراحة نفسه المطران خليل ابي نادر ورئيس مدرسة الحكمة ريشارد ابي صالح ولفيف من الكهنة في حضور حشد من اقارب الفقيد واصدقائه وشخصيات سياسية وفكرية وثقافية تقدمهم الرئيس حسين الحسيني والنائب عاطف مجدلاني ونقيب المحررين ملحم كرم. متابعة قراءة الحكمة ودّعت فؤاد كنعان – مأتم كنعان في الحكمة – الديار – 13-9-2001
رائد القصة اللبنانية رحل عن 81 عاماً . فؤاد كنعان … كاتب واقعي جمع بين النظرة الساخرة واللغة المتألقة – لطيف زيتوني – 12/9/2001
فؤاد كنعان الذي رحل أول من أمس عن 81 عاماً كان في طليعة الذين جددوا الفن القصصيّ في لبنان. رائد ذو أثر كبير في تحديث القصة وخير وارث للمدرسة اللبنانية في النثر ابان مرحلة النهضة الثانية. ترك كنعان مجموعات قصصية عدة بدءاً بـ”قرف” 1947 وانتهاء بـ”جمهورية كان وأخواتها” 2000. هنا قراءة في عالمه.
حين كتب فؤاد كنعان مجموعته القصصية “قرف”، كتب مارون عبود مقدماً ان كنعان “يصور محيطه وحياة ذات طعمها، ولهذا أحسن وأجاد”. هذه العبارة المنشورة عام 1947 تكررت، أو تكرر مؤداها، في كتابات من استقبلوا رواية “على أنهار بابل” بمقالاتهم ومقابلاتهم. فؤاد كنعان، إذاًَ، كاتب واقعي يصور تجربته. ولكن أي واقعية هي واقعيته؟ وأي واقع يصدر عنه؟ هل هو البيئة التي عاش فيها طفولته وبعضاً من زمانه أم هو واقع خاص متحصل من بيئة الطفولة ومحيط العمل والأجواء المصورة في الكتب الكثيرة التي قرأها؟ يشجع على هذه الأسئلة آراء لفؤاد كنعان تشد مضمون الأثر الفني الى حياة صاحبه، وتعتبره اعترافاً أو شهادة على الواقع وعلى الذات:
أحد أبرز أدباء مدرسة القصة اللبنانية يروي سيرته لـ “الوسط” . فؤاد كنعان في السبعين يستعيد الزمن الهارب – محمد ابي سمرا – الوسط – 7/9/1992
يعيش الروائي اللبناني فؤاد كنعان شيخوخة خصيبة، فهو الذي يناهز السبعين، دفع الى النشر بروايته الجديدة “كأن لم يكن” بعد سنوات قليلة من صدور روايته “على أنهار بابل”.
ولا يقع فؤاد كنعان تحت ايحاءات صورة الاديب وسطوته، كأن الادب لديه حرفة عادية كغيرها من شؤون العيش. فحين تجالسه في صالون بيته تراه، غالباً، بين اهله من اجيال ثلاثة او اربعة: أمه أو أم زوجته، واحدة من بناته، عدد من احفاده، وتعرف كما ان الكتابة عنده ليست من الامور التي تباعد ما بين الانسان وأهله.
فؤاد كنعان في مجموعته الجديدة “مديرية كان وأخواتها” . الكتابة لعبة إغواء لغوي وسخرية وعبث – غسان الحلبي – 7/2/2000
يعود القاص اللبناني فؤاد كنعان الى المعترك الأدبي في مجموعة قصصية عنوانها “مديرية كان وأخواتها” دار النضال. وكنعان الذي قدّم مارون عبّود كتابه الأول “قرف” عام 1947 هو رائد من رواد القصة اللبنانية.
“لماذا عناء الاجابة عن كل هذه الأمور ما دامت هذه كلّها تتناثر عبر قصصي، هنا وهناك”، أجاب فاء. كاف – اسمي كما في بعض مداعباتي يقول فؤاد كنعان – ردّاً على سؤالٍ حول سيرته. ولم يلبث أن وزّع عناوين جُل قصصه على مراحل في حياته المديدة بدءاً بالطفولة والحداثة وانتهاء بـ”المقلب الأخير من العمر وحضوره الكسير في داخلي قبل المغيب…”. “القصّ منسوبٌ الى هويّتي” قال. وهي هوية عبَّر عنها تماماً بقافَيْن تصدَّرتا مجموعته الأولى التي من خمسين سنة ونيف: القرف والقيء، هكذا دون أيّ تحفّظ حتى ولا الى ميلٍ اليه. متابعة قراءة فؤاد كنعان في مجموعته الجديدة “مديرية كان وأخواتها” . الكتابة لعبة إغواء لغوي وسخرية وعبث – غسان الحلبي – 7/2/2000
فؤاد كنعان الثمانيني في عزلته الأدبية . رائد القصة اللبنانية واجه السلطات على اختلافها – الحياة – سلوى البنا – 3/6/2001
تخطّى الكاتب فؤاد كنعان رائد القصة اللبنانية المعاصر الثمانيني، لكنه لا يزال مشغوفاً كعادته بـ”حرفة” الكتابة ولو متأنية. يعمل كنعان الآن على مجموعة قصصية متحدياً أحواله الصحية وموجهاً عبر الكتابة قسوة الزمن والعمر. هنا لقاء معه في عزلته التي لا يكسرها سوى بعض الأهل والأصدقاء.
> هذا فؤاد كنعان الكاتب اللبناني: خلل في دقات القلب، وضعف ودوار وأدوية كثيرة، وقلم لا يعترف بالشيخوخة أو المرض، فيواصل التمرد على صفحات الورق. ليزهر الحب في كل يوم سطراً، أو سطرين. وتضخ الحياة عطرها الفواح في عروق الصبي الذي يسكن هذا العملاق الكبير، فيواصل مشاكساته وقفشاته وتحديه قوانين الضبط والربط والحركة الرتيبة المملّة. وتخاف ان يزداد القلب عناداً، كذلك القلم، وتسقط في فخ الاثنين معاً، فهذا القلب وهذا القلم هما وجه فؤاد كنعان. يتعب القلب فنخاف على القلم، وفي خوفنا يتجسد حبنا لهذا المبدع المسكون بالألق والقلق والتجدد. معالم بارزة أسست القصة اللبنانية القصيرة ورسمت خطوطها العريضة. متابعة قراءة فؤاد كنعان الثمانيني في عزلته الأدبية . رائد القصة اللبنانية واجه السلطات على اختلافها – الحياة – سلوى البنا – 3/6/2001
ربيع فؤاد كنعان – عبده وازن – 14/10/1999
كلّما تقدّم فؤاد كنعان في العمر ازداد ألقاً ونضارة. كأن هذا القاص اللبناني الرائد ما برح يصرّ على مواجهة الزمن بما هو أشد ضراوة منه وأقصد الكتابة ولكن الكتابة الحادة والجارحة والمشوبة أبداً بالسخرية والعبث والشك. وإذ تظنّه مطمئناً، هذا الكاتب الصعب المراس والمقلّ والحافر حفراً في قلب اللغة، يفاجئك دوماً بما لا تتوقعه منه: نصوص نزقة فيها الكثير من قلق الوجود وعبث الحياة وقتامة الشك. وإن قيل عن فؤاد كنعان أنه صائغ ماهر في نثره وذو نزعة الى الشكل والأسلوب فإن هذه الصفة لم تنفِ عنه يوماً انشغاله بالأسئلة الوجودية والقضايا التي يجبهها الكائن والألغاز التي تكتنف حياته. وقد نجح فؤاد كنعان كما لم ينجح سواه في الجمع بين أناقة التعبير وعمق المعاناة، بين صفاء اللغة وسويداء القلب، بين الصناعة الجمالية المهذبة والسخرية المرّة… وكان منذ كتابه الأول “قرف” الذي وضعه في مقتبل العمر مأخوذاً بالهمّين معاً: كيف يكتب وماذا يكتب. وقصصه الأولى تلك الساخرة والأنيقة، الجميلة والموجعة، استوقفت “شيخ الأدباء” مارون عبّود فاستنّ لها مقدمة هي المقدمة اليتيمة التي خص بها كتاباً طوال حياته. آنذاك وجد رائد الأدب اللبناني في صوت فؤاد كنعان بحّة غير مألوفة، عسلاً وعلقماً في الحين عينه. وفي قصصه تلك بدا الكاتب الشاب سليل الأدب اللبناني بامتياز ولكن في حال من التمرّد عليه وعلى رموزه. فهو لم يتوان عن السخرية من “الموضوعات” التي ملأت أدب الريف ومن الشخصيات التي كثيراً ما وردت في عيون آثاره. سخر من الأكليروس الماروني ومن القيم التي حفل بها أدب القرية ومن الخرافات اللبنانية التي شاعت في مطلع القرن. ونمّ أدبه الباكر عن روح عبثية مدينية بامتياز أمدتها ثقافته الفرنسية ببعض “السموم” النقية وهي لديه من لزوم ما يلزم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.